العلاج الوظيفي (Occupational Therapy) هو فرع من فروع الرعاية الصحيّة يُساعد الأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من مشاكل جسديَّة أو حسيَّة أو معرفيَّة على تعزيز الصحة والرفاهية ونوعية الحياة من خلال المشاركة في أنشطة أو مهن هادفة. تشمل هذه المهن جميع المهام والأنشطة التي يحتاجها الأشخاص أو يرغبون في القيام بها في حياتهم اليومية، بدءًا من الرعاية الذاتيَّة الأساسيَّة (مثل الاستحمام وارتداء الملابس) إلى العمل والتعليم والترفيه والمُشاركة الاجتماعيَّة.
يستخدم المعالجون الوظيفيّون نهجًا شموليًا في العلاج، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الشخص الجسديَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة، ويقومون بتصميم برنامج علاجي مُتخصص لمُساعدة الأفراد على استعادة أو تعزيز استقلالهم ووظيفتهم ومشاركتهم في الأنشطة اليومية. قد يشمل ذلك تكييف البيئة المُحيطة، وتعديل المهام اليوميّة، وتعليم مهارات جديدة، واستخدام وسائل التكنولوجيا المُساعدة للتغلُّب على العوائق الحياتيّة.
وبالتالي، يُمكن القول أنّ العلاج الوظيفي يهدف إلى تمكين الأشخاص من عيش حياة مُرضية ومنُتجة وطبيعيّة تمامًا على الرغم من المرض أو الإصابة أو الإعاقة، مع التركيز على أهمية المشاركة في الروتين اليومي والانخراط في المُجتمع كفرد مؤثّر ويؤدي دوره بشكلٍ طبيعي.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن علم وتكنولوجيا الغذاء – Food Science and Technology
المؤهلات العلميَّة المطلوبة في تخصُّص العلاج الوظيفي
للتخصُّص في مجال العلاج الوظيفي، يجب الحصول على بعض المؤهلات والخبراا العلميّة المُحدَّدة. وفيما يلي أهم هذه المؤهلات المطلوبة:
1. شهادات البكالوريوس
عادةً ما تكون درجة البكالوريوس هي الحد الأدنى المطلوب للعمل في قطاع العلاج الوظيفي. في حين أنَّ التخصُّص المُحدَّد قد يختلف، فإنَّه غالبا ما يتضمن الحصول على شهادة في مجالات مثل:
-
العلوم الصحيّة
-
علم التشريح الوظيفي
-
علم الأحياء.
-
علم النفس.
-
علم وظائف الأعضاء.
-
علم الحركة
-
علم نظريات إعادة التأهيل
-
علم الشيخوخة
-
أسس العلاج الوظيفي
وقد تتطلّب بعض البرامج كذلك دورات دراسيَّة مُسبقة في موضوعات مثل المصطلحات الطبيَّة ومهارات التواصل العلاجيّة.
2. شهادات الماجستير
أحيانًا يتطلّب العمل في تخصص العلاج الوظيفي في بعض الدول الحصول على درجة الماجستير كحد أدنى لمعايير القبول. يستغرق برنامج الماجستير المتوسط عامين ونصف لإكماله. عادةً ما يتم تخصيص السنة والنصف الأولى لاستكمال الدورات الدراسية المطلوبة في الفصول الدراسية، وبعد ذلك يتم التركيز على تزويد الطالب بالخبرة في المجال السريري.
للالتحاق ببرنامج ماجستير مُعتمد في مجال العلاج الوظيفي، ركِّز على الحصول على مُعدّل تراكمي (GPA) مرتفع في شهادة البكالوريوس (أعلى من 3.3) والتطوع أو العمل كمساعد لمُعالج وظيفي. كما تتطلَّب بعض الكليّات ما يصل إلى 150 ساعة من الخبرة السريريَّة قبل القبول.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن طب الشيخوخة – Geriatric Medicine
2. العمل الميداني السريري:
بالإضافة إلى الشهادة الدراسيَّة، تتطلّب برامج العلاج الوظيفي عادةً خبرات العمل الميداني السريري الخاضعة للإشراف. تُوفِّر فرص العمل الميداني هذه للطلاب خبرة عمليَّة في العمل مع النمرضى في مُختلف البيئات السريرية، مثل المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل والمدارس والوكالات المجتمعيَّة.
ولذلك، تُعتبر خبرات العمل الميداني ضروريَّة لتطبيق المعرفة النظرية، وتطوير المهارات السريريَّة، والتحضير للممارسة المهنيَّة.
3. الترخيص والشهادة
لممارسة مهنة في هذا التخصص، يجب اجتياز امتحان شهادة المعالجين الوظيفيين أو ما يُعرف باختبار مزاولة المهنة مثل (NBCOT) حتى تحصل على الاعتماد. تسمح هذه الشهادة للمُعالجين باستخدام لقب المعالج الوظيفي المُسجَّل (OTR)، وهي تفرض عليهم التعليم المُستمر للحفاظ على شهادتهم واعتمادهم مع الوقت.
المهارات والسمات الشخصية لطلبة تخصص العلاج الوظيفي
للعمل في مجال العلاج الوظيفي أو الرعاية الصحيَّة والاجتماعية في المُطلق، سوف تحتاج إلى امتلاك مجموعة من المهارات والصفات لتلبية مُتطلبات الوظيفة، هي:
1. المهارات الأساسيّة:
-
استخدام التكنولوجيا: يتمثّل ذلك في إتقان استخدام الأدوات العلاجيَّة والمُعدَّات الطبيّة وبرامج الكمبيوتر المُستخدمة لتوثيق تطوُّر الحالات وتخطيط العلاج.
-
التقييم الدقيق: تتمثّل في القدرة على إجراء تقييمات شاملة لقدرات الحالات الجسديَّة والمعرفيَّة والعاطفيَّة، بهدف تشخصيص كل حالة بشكلٍ دقيق، وهو الأمر الذي يأتي مع الخبرة العمليّة بالطيع.
-
رسم خطّة علاجيّة: يتمثّل ذلك في تطوير وتنفيذ خطط علاجية فعالة مُصمَّمة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الخاصّة بكل حالة على حده.
-
التواصل اللفظي بهدف شرح خطط العلاج والأنشطة العلاجيَّة بوضوح للمرضى وأسرهم.
-
التواصل غير اللفظي: يتمثّل ذلك في فهم لغة الجسد واستخدامها بشكل فعال لدعم تفاعل الحالات التي يتم مُعالجتها.
-
التواصل الكتابي بغرض توثيق تقدُّم المريض وخطط العلاج والتواصل مع متخصصي الرعاية الصحية الآخرين من خلال التقارير المكتوبة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن علم التشريح والأنسجة – Anatomy and Histology
2. الصفات الشخصيّة
-
التعاطف: وهو يتصدَّر قائمة الصفات الشخصيّة لسببٍ وجيه للغاية. باعتبارك مُعالج وظيفي، ستدعم الأشخاص ذوي الاحتياجات المُعقَّدة، لذا يجب أن تكون لديك القدرة على فهم وتقدير ظروف كل فرد.
-
مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين: نظرًا لأنه من المتوقع من المُعالجين الوظيفيين بناء علاقات علاجيَّة بسرعة مع الأشخاص الذين تحت رعايتهم، يجب أن يمتلكوا مهارات تواصل لفظيَّة وشفهيَّة مُمتازة. لا ينبغي الاستهانة بالقدرة على بناء علاقة مع المريض لأنّ هذا التواصل الخاص سيمنح المرضى التشجيع الذي يحتاجونه لتحقيق أهدافهم.
-
المهارات التنظيمية: مع وجود جدول أعمال مزدحم وعدد كبير من الحالات، يجب على المُعالجين الوظيفيين التحلي بالمهارات التنظيميّة حتى يتمكنوا من الوفاء بواجباتك اليوميَّة. في الواقع، يجب على المُعالجين الوظيفيين مُتابعة العديد من أشكال التوثيق، بما في ذلك:
-
مهارة حل المشكلات: تُعد القدرة على حل المشكلات شرطًا أساسيًا لكل معالج وظيفي. إذا كان بإمكانك التفكير بسرعة ولديك عقلية تركز على الحلول، فسوف تنجح في هذا المجال.
-
القدرة على الدعم والتشجيع: إنَّ حاجة الحالات الي يُعالجها المُعالج الوظيفي إلى المساعدة تختلف من شخصٍ إلى آخر. لذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أنّه ستكون هناك حالات تحتاج إلى قدرٍ كبير من التشجيع. يجب على المُعالجين الوظيفيين مساعدة مرضاهم على التغلب على هذه المشكلة من خلال كونهم مصدرًا للدعم والتشجيع.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن علوم السمع والنطق – Audiology and Speech Pathology
تخصصات ومجالات عمل العلاج الوظيفي
يُقدِّم العلاج الوظيفي مجموعة متنوعة من التخصصات والأقسام، مما يسمح للُممارسين بالتركيز على ظروف عمل مُناسبة بالنسبة لهم. فيما يلي بعض التخصُّصات الرئيسيَّة التي يمكن أن يعمل فيها المعالجون الوظيفيون:
1. العلاج الوظيفي للأطفال
يعمل المعالجون الوظيفيون في هذا التخصص مع الأطفال من مرحلة حديثي الولادة وحتى سنوات المراهقة. ويُركّز هذا التخصص على الحالات التالية:
-
تأخُّر النمو.
-
حالات المعالجة الحسيَّة.
-
مشاكل المهارات الحركيَّة.
-
التطوُّر المعرفي لدى الأطفال
-
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
-
مشاكل الرؤية أو السمع
-
صعوبات التعلُّم
في هذه الحالة، يُمكن أن يُمارس المُعالج الوظيفي عمله في المدارس أو مستشفيات الأطفال أو برامج التدخُّل المبكر أو العيادات الخاصَّة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الجراحة العامة – General Surgery
2. العلاج الوظيفي لكبار السن
عادةً ما يعمل المعالجون الوظيفيُّون لكبار السن مع فريق من المهنيين الطبيين الآخرين لمساعدة المرضى المُسنِّين على الاستمرار في العيش بشكل مُستقل قدر الإمكان. سواءً كان المرضى بحاجة إلى مساعدة للتعافي من السقوط، أو إعادة تعلم المهارات الحركية مثل المشي والأكل، أو تعلم كيفية استخدام الأجهزة المساعدة مثل الكراسي المتحركة، فإنّ المُعالج الوظيفي يتعامل مع كل مريض بمنظور فريد يعتمد على بيئته وظروف معيشته الحالية.
من بين الحالات الشائعة التي يواجهها المُعالجون الوظفيّون لكبار السن هي حالات التهاب المفاصل، والسكتة الدماغيَّة، والخرف، وتحديَّات الحركة. عند اختيار هذا التخصص، سيعمل المُعالج الوظيفي في دور رعاية مسنين أو مرافق المعيشة المدعومة أو مراكز إعادة التأهيل أو الرعاية الصحيَّة المنزليَّة.
3. التأهيل البدني
بعد العمليات الجراحيَّة أو الحوادث أو الأمراض، قد يضطر المرضى إلى التكيف مع الحياة بشكل مختلف عما كانوا عليه من قبل. وهنا يتمثّل دور المُعالج الوظيفي في مُساعدة المرضى على الشفاء وتعلُّم التكيُّف مع الأنشطة اليومية المتغيرة.
سيعمل المعالجون الوظيفيّون في تخصص إعادة التأهيل البدني مع مرضاهم على خطط الرعاية التي قد تتضمن:
-
العلاج التأهيلي
-
تعليم إدارة الذات والتأقلم مع الوضع الجديد
-
استعادة التنسيق بين أعضاء الجسم مثل تعلُّم الحركة بشكل طبيعي عند إصابة أحد الأطراف.
-
التكيف مع طرق الحياة الجديدة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن تقويم البصر – Orthoptics
4. علاج اليدين
يُركّز هذا التخصُّص على إعادة تأهيل الطرف العلوي بما في ذلك اليد والرسغ والمرفق والكتف. ويأتي دور المُعالج الوظيفي في هذا التخصص في حالات التعافي بعد الجراحة، والإصابات، والحالات المُزمنة مثل التهاب المفاصل.
عند اختيار هذا التخصُّص، يعمل المُعالج الوظيفي في العيادات الخارجيَّة، والمستشفيات، العيادات الخاصَّة، المراكز المتخصصة لعلاج اليد.
5. العلاج الوظيفي للصحة النفسية
نظرًا لأن المُعالجين الوظيفيين مُدربون أيضًا على علم النفس وعلم الأعصاب، فهم يدركون أن الحياة الصحيَّة لا تتعلق فقط بالصحة البدنية. يتعلق الأمر أيضًا بالرعاية العقلية والعاطفية. باعتبارك معالجًا وظيفيًا مُتخصصًا في الصحة النفسيّة، تتضمن بعض المجالات الشائعة التي ستعمل عليها مع المرضى ما يلي:
في هذا التخصص، ستعمل في مستشفيات الطب النفسي، ومراكز الصحة العقليَّة المُجتمعيَّة، والعيادات الخارجيَّة، ومرافق العلاج السكنيَّة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الطب الشرعي – Medical Jurisprudence
6. العلاج الوظيفي العصبي
إذا كنت مفتونًا بالروابط بين الدماغ وحركات الجسم، فقد ترغب في العمل في تخصص الرعاية العصبيّة، والمعروف أيضًا باسم أساليب النمو العصبي أو إعادة التعليم العصبي.
غالبًا ما يعالج المعالجون الوظيفيون في هذا التخصص المرضى الذين عانوا أو ما زالوا يعانون من:
-
إصابات الدماغ
-
الشلل الدماغي
-
مرض الزهايمر
-
إصابات الحبل الشوكي
باعتبارك معالجًا وظيفيًا في تخصُّص العلاج العصبي، يُمكنك استخدام تحليل الحركة لإعادة تأهيل المرضى. وقد يستلزم ذلك تحليل الأنشطة اليومية للمريض ونوعية حياته، بما في ذلك وضعيته وحركته، ثم اقتراح حركات موجهة وميسرة كشكل من أشكال إعادة التأهيل لإنشاء أو إعادة إنشاء الروابط بين الدماغ والجسم.
في حالة اخترت هذا التخصُّص، ستعمل في مراكز إعادة التأهيل العصبي، والمستشفيات، والعيادات الخارجيَّة، والرعاية الصحيَّة المنزليَّة.
7. العلاج الوظيفي لمرض التوحد
من خلال هذا التخصُّص، يعمل المُعالج الوظيفي مع المرضى من جميع الأعمار لتطوير مهاراتهم الاجتماعيَّة والحركيَّة والتعليميَّة. ونظرًا لأن المرضى الذين يعانون من مرض التوحد لديهم قدرات متفاوتة على نطاق واسع، يجب على المعالجين الوظيفيين تقييم كل مريض بعناية للتأكد من حصولهم على الرعاية التي يحتاجونها للعيش بشكلٍ مستقل أثناء القيام بالأنشطة اليومية مثل:
-
التنشئة الاجتماعية مع الآخرين
-
العمل مع الآخرين
-
إدارة الأسرة
-
التحكم في المدخلات الحسيَّة
8. العلاج الوظيفي للعظام
يُركّز المُعالج الوظيفي في هذا التخصص على إصابات وحالات الجهاز العضلي الهيكلي، كما يعمل على مساعدة المرضى على التعافي من العمليات الجراحية والكسور والعمليّات المُرتبطة العظام.
في هذه الحالة، يُمكنك العمل في المستشفيات أو العيادات الخارجيَّة أو مرافق الطب الرياضي أو العيادات الخاصَّة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الهندسة الطبية الحيوية – Biomedical Engineering
9. العلاج الوظيفي المجتمعي
يركز العلاج الوظيفي المجتمعي على تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وتعزيز المشاركة المجتمعية في هذه النقاط. على سبيل المثال، يحرص المُعالج الوظيفي على توعية الأفراد وتنفيذ برامج تعزيز الصحة التي تهدف إلى الوقاية من المرض والإعاقة. تشمل الأمثلة برامج الوقاية من السقوط لكبار السن، وورش العمل الصحية، وتعليم إدارة الأمراض المزمنة.
يُعد هذا التخصص من أسهل تخصصات العاج الوظيفي، ويمارس فيه المعالج الوظيفي عمله في مراكز صحة المجتمع، والمنظمات الصحيّة غير الربحيَّة، وإدارات الصحة العامة، والمدارس.
10. العلاج الوظيفي الأكاديمي والبحثي
يتضمَّن تخصص العلاج الوظيفي الأكاديمي والبحثي تثقيف المعالجين الوظيفيين المستقبليين وإجراء البحوث لتطوير مجال العلاج المهني. يركز هذا التخصص على التدريس وتطوير المناهج ومنهجية البحث والأنشطة العلمية.
عند اختيار هذا التخصص، ستعمل في الجامعات والمؤسسات البحثيَّة والجمعيات المهنيَّة ومنظمات الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة – Orthotics and Prosthetics
عدد سنوات دراسة تخصص العلاج الوظيفي
- درجة البكالوريوس: 3-4 سنوات
- درجة الماجستير: 2-3 سنوات
- درجة الدكتوراه: 3-4 سنوات
- البرامج المُعجَّلة: تم تصميم بعض البرامج المعجلة لتسريع الطلاب في الحصول على درجتي درجتي البكالوريوس والماجستير في إطار زمني أقصر، غالبًا ما يتراوح بين 5 إلى 6 سنوات بحد أقصى.
نسبة الطلب على تخصص العلاج الوظيفي ونسبة ركوده
العلاج الوظيفي هو مجال سريع النمو مع ارتفاع الطلب باستمرار على المهنيين فيه. ومع ذلك، يختلف الطلب عليه عالميًا، ويتأثر بعوامل مثل شيخوخة السكان، والبنية التحتية للرعاية الصحية، والوعي المجتمعي بالمهنة. في حين أن الإحصائيات العالمية المحددة حول الطلب على العلاج المهني ليست متاحة بسهولة مثل تلك الخاصة بالولايات المتحدة، فإن الاتجاهات والتوقعات الإقليمية يمكن أن توفر نظرة ثاقبة للحاجة المتزايدة للمُعالجين الوظيفيين في جميع أنحاء العالم.
في الولايات المُتحدة الأمريكيّة كمثال، يتوقع مكتب إحصاءات العمل أن ينمو توظيف المعالجين المهنيين بنسبة 14% من عام 2021 إلى عام 2031. ومعدل النمو هذا أسرع بكثير من المتوسط لجميع المهن الأخرى.
كمثالٍ آخر، يزداد الطلب في أوروبا على المعالجين الوظيفيين بشكلٍ كبير، مع التركيز على تلبية احتياجات السكان المسنين، ودعم خدمات الصحة العقلية، وتوفير الرعاية للأطفال. تُشير خدمة الصحة الوطنيَّة (NHS) في المملكة المُتحدة كمثال باستمرار إلى وجود نقص في المتخصصين في مجال العلاج الوظيفي.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الهندسة الوراثية – Genetics
إيجابيّات وسلبيّات تخصص العلاج الوظيفي
العلاج الوظيفي هو مهنة مجزية ومؤثرة، ولكن مثل أي مهنة، فإنه يأتي مع مجموعة من المزايا والتحديات الخاصة به. وفيما يلي نظرة عامة على إيجابيات وسلبيات العمل في العلاج الوظيفي:
إيجابيات العلاج الوظيفي:
-
مجالات الممارسة المتعددة: يمكن أن يتخصص المعالجون الوظيفيون في مجالات مثل طب الأطفال وطب الشيخوخة والصحة العقلية وعلاج اليد وإعادة التأهيل العصبي والمزيد. وهذا يسمح للممارسين بمتابعة اهتماماتهم ونقاط قوتهم في هذا المجال.
-
تنوُّع شريحة المرضى: يعمل متخصصو العلاج الوظيفي مع مجموعة واسعة من الحالات، من الأطفال إلى كبار السن، عبر بيئات مختلفة. وبالطبع يساعد هذا التنوع على اكتساب الكثير من الخبرة المهنيّة، ويضمن حالة من عدم الركود الوظيفي للمُعالج.
-
المرونة في مكان العمل: يُمكن أن يعمل المعالج الوظيفي في بيئات متنوعة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الصحة المجتمعية والممارسات الخاصة ودور رعاية المسنين ومنازل العملاء وغيرها.
-
ارتفاع الطلب: هناك طلب متزايد على المعالجين المهنيين، مدفوعًا بشيخوخة السكان، وزيادة الوعي بفوائد العلاج الوظيفي، وتوسيع خدمات الرعاية الصحيَّة.
-
الأمان الوظيفي: مع الحاجة المستمرة إلى خدمات إعادة التأهيل والدعم، يوفر العلاج المهني مسارًا وظيفيًا مستقرًا.
-
بيئة الفريق: غالبًا ما يعمل المعالجون الوظيفيون كجزء من فرق متعددة التخصصات، ويتعاونون مع متخصصي الرعاية الصحية الآخرين والمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين لتوفير رعاية شاملة، مما ضمن لهم قدر كبير من الخبرة المهنيّة.
-
فرص الترقي الوظيفي: يُمكن للمعالجين الوظيفيين الترقي إلى أدوار أكبر مثل المتخصصين السريريين أو المديرين أو المعلمين أو الباحثين.
سلبيّات العلاج الوظيفي:
على الرغم من أن العلاج الوظيفي يتضمّن الكثير من الإيجابيّات، إلا أنه ليس مناسبًا للجميع، حيث تشمل السلبيات المُرتبطة بهذا التخصص على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
-
الإجهاد الذهني والبدني: قد يكون العمل مع المرضى الذين يعانون من إعاقات كبيرة أو حالات مزمنة أو أمراض مستعصية أمرًا صعبًا وقد يؤدي إلى الإرهاق الذهني. كما يُمكن أن تتطلب الوظيفة جهدًا بدنيًا، بما في ذلك رفع العملاء ونقلهم ومُساعدتهم على التمارين، مما قد يؤدي إلى إجهاد جسدي بمرور الوقت.
-
التعليم المُطوَّل: يتطلب الحصول على ترخيص ممارسة مهنة العلاج الوظيفي عدة سنوات من التعليم، بما في ذلك عادة درجة البكالوريوس والماجستير.
-
تكلفة التعليم: يمكن أن يكون العبء المالي للحصول على التعليم والتدريب اللازمين كبيرًا.
-
عدد كبير من الحالات: في بعض المواقف، قد يضطر المعالجون الوظيفيون إلى إدارة عدد كبير من الحالات، مما قد يؤدي إلى التوتر وتقليل الوقت المُخصّص لكل عميل.
-
قيود الوقت: قد يكون تحقيق التوازن بين الحاجة إلى رعاية شاملة وفردية مع ضيق الوقت أمرًا صعبًا.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن Laboratory Analysis – تحليل المختبرات الطبية
أفضل الجامعات لدراسة تخصص العلاج الوظيفي
-
جامعة تورنتو
-
جامعة هارفرد
-
جامعة بيتسبرغ
-
جامعة واشنطن – سياتل
-
جامعة جونز هوبكنز
-
جامعة كوينزلاند
-
جامعة سيدني
-
معهد كارولينسكا
-
جامعة ميشيغان – آن أربور
-
جامعة لوند
خاتمة المقال
ختامًا، العلاج الوظيفي هو تخصُّص رائع ويلعب دورًا حاسمًا في تحسين جودة الحياة للأفراد في جميع الفئات العمرية. من خلال التركيز على الرفاهية الشاملة للحالات، يُساعد المعالجون الوظيفيُّون الأشخاص على استعادة حياتهم الطبيعيّة والمشاركة بشكل كامل في الأنشطة اليومية على الرغم من التحديات الجسدية أو العقلية أو التنموية.
يُقدِّم هذا المجال فرصًا متنوعة للتخصص، بدءًا من رعاية الأطفال إلى رعاية المسنين، ومن الصحة العقلية إلى إعادة التأهيل العصبي، مما يسمح للممارسين بتكييف حياتهم المهنية بما يتناسب مع اهتماماتهم ونقاط قوتهم. ومع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على المعالجين الوظيفيين، فإنّ ضمان فرص العمل هو أمر أكيد. أما بالنسبة لأولئك المتحمسين لإحداث فرق ملموس في حياة الناس، فإنّ هذا التخصص هو الخيار المثالي بلا شك.
وأخيرًا، لا تنسَ الاشتراك في موقعنا ليصلك المزيد من المقالات المُماثلة، وإذا أعجبك المقال فلا تتردد في مشاركته لتعم الفائدة!
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن علم البصريات – Optics
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن التكنولوجيا الحيوية – Biotechnology
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن الكيمياء الحيوية – Biochemistry
المصادر: allalliedhealthschools، cumbria، otaonline، ahu، databridgemarketresearch، kidshealth، edurank